ابحث داخل الموقع

الأربعاء، 18 يوليو 2012

الاستشهاد الخاطئ بآيات الكتاب العزيز ...( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم )



الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
  أعاذنا الله وإياكم من النار 



بعض الناس يستشهد بالآيات القرآنية على أمر ما بما يخالف المقصود من هذه الآيات 
ومن ذلك قول بعضهم لشخص ما حلف بالله على أمر: (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ) (البقرة:224
ويقصد أن لايحلف هذا الشخص على كل شاردة وواردة ولكن معنى الآية مغاير تماما لما أراد، ولو أتمّ الآية لبان له المقصود منها: 
(وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:224


ومعنى الآية: ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم






لا تجعلن عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير، فلو حلف رجل أن لا يزور أخته، وعندما قلنا له لماذا تقطع رحمك ولا تزور أختك يقول: أنا حلفت ألا أزورها فنقول له كفر عن يمينك وزر أختك، ولا تجعل هذا اليمين عرضة(أي عارضا) من صلة الرحم، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها وثبت فيهما 1652 أيضا أن رسول الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن سمرة يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك وروى مسلم 1650 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير وروى الإمام أحمد بسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فتركها كفارتها ورواه أبو داود 3274 من طريق أبي عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذر ولا يمين فيما لا يملك بن آدم ولا في معصية الله ولا في قطيعة رحم ومن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليدعها وليأت الذي هو خير فإن تركها كفارتها ثم قال أبو داود والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها فليكفر عن يمينه وهي الصحاح 






نسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق